24 Jul 2014

In Arabic: Gaza's 'birthplace of saints and death-yard of angels'

غزة مكان ولادة القديسين وساحة موت الملائكة

We publish in Arabic Jon Snow’s account of the scene in Gaza’s al-Shifa hospital, where doctors struggle to treat adults and children wounded by Israeli attacks. Read the English version here. 

لا أستطيع ان اقتلع صورة نعمة من ذهني، نعمة التي لا تبلغ من العمر الا سنتين . فجمجمتها وانفها المكسوران، اورثاها تقيحات كبيره بحجم عيني الباندا، مما اغلق عينيها الصغيرتين على نحو فعال.

فمنذ أن اصيبت خلال قصف مدفعي اسرائيلي قبل خمسة أيام، لم تنطق بكلمة واحدة وتبدو كأنها بكماء دون ان ندري إذ كان ذلك سيكون مؤقتا ام الى الابد .

اما نور الدين فقد اصيب بشظية صاروخ اطلق من طائرة اف 16 حينما كان يلعب في شارع مزدحم . ففي ذلك الانفجار جرح اكثر من 45 شخصا وقتل اثنين، معظمهم من الاطفال.

وأخيرا، وللحظة واحدة ، مها التي تهشم ظهرها وترضرض وجهها،  قد ذبلت تحت خرقة غطاء بسيط ، فأوساخ الشارع لا تزال متشبثة بقدميها. انها في السابعة من العمر .

أنا اتحسس المكان من خلال المتاهة الكثيفة لعنابر الأطفال في الطابقين الثاني والثالث من مستشفى الشفاء المذهل في غزة .

فهذا هو مكان ولادة القديسين وساحة موت الملائكة.

إن القديسين هم الأطباء الذين جاؤوا من جميع أنحاء العالم ليتعاملوا مع عواقب هذه الحرب الدامية.  اما الملائكة فهم الأطفال الأبرياء التي سحقتهم المعركة لدرجة يصعب معها البقاء .

24_noradin_w

د. مادز جيلبرت، أستاذ في طب الطوارئ من النرويج، يقول لنا بأن مخزونات الادوية الخاصة بالتخفيف من الالم قد غرقت تحت ما يسميه ب”الخط الاحمر”. ولكن على الرغم من التحدي البشع، يعمل هذا المستشفى بطريقة رائعة وسط ركام الحرب الطاحنة .

 

يقول جيلبرت، ان 166 طفلا قتلوا وان 1310 جرحوا – لكن هذا الوضع قد يتغير في اية لحظة. ويضيف جيلبرت، بأن 695 من البالغين قتلوا و 4519 جرحوا  خلال هذه الحرب . اما على الجانب الاسرائيلي فقد قتل 32 جنديا وجرح ثلاثة مدنيين. .

 

ويقول الطبيب النروجي، ان بعض الاطفال الذين يعتني بهم، تعرضوا لاصابات جدية خطيرة ويحتاجون الى عمليات جراحية كبيرة، وبتر للاعضاء، ولجراحة في الدماغ، ولجراحة في العامود الفقري لدرجة سيصعب على البعض منهم العودة الى حياتهم الطبيعية من جديد .   

حكم

لقد أثبتت إسرائيل حقيقة مرة ، بانه ليس هناك شيء قد يوصف على انه هجوم جراحي دقيق . ففي هذا الشريط الرفيع المزدحم بالسكان والمعزول عن بقية العالم، يستحيل كما تم اثباته  ‘قتل متشدد “، دون قتل طفل، عشرين طفل، أو جدة، عمة، ابن عم، ابن عم ابن العم.

 

المجتمع الغزاوي هو بناء من الأسر الكبيرة المتشابكة عبر ألاراضي. فمن الصعب وخز رجل واحد بالدبوس ، قتله، وترك المكان . إذ يمكنك مسح منزله، وعلى الارجح انه لن يكون هناك، ولكن أقاربه السبعة عشر سيكونون هناك، وفي نهاية الهجوم سيكونوا وراء الحياة نفسها .

 

وأخيرا، انا محاصر في مدينة غزة منذ ثلاثة ايام. فالوضع خطير جدا كي تتحروتبتعد . بيد ان أسوأ المذابح كانت جنوب هذا المكان، حيث لم يتمكن اي صحفي من المغامرة فيه حتى الآن .

 

ولكن فليتبارك اليوتيوب، جنبا إلى جنب مع امدادات قصيرة من الهاتف والكهرباء، لانها مكنت  صور السكان المحليين من الوصول إلى العالم الخارجي، حتى نتحقق منها نحن الصحافيون وننسجها في تقاريرنا .

العالم يشهد ما يحدث في غزة. فلا بد أن يكون هناك حكم على ما يحصل هناك.

.

Follow @jonsnowc4 on Twitter

Tweets by @jonsnowC4